قماش الثوب من الماضي للحاضر: كيف تطوّر ذوق الرجل الخليجي؟

٧ أغسطس ٢٠٢٥
معاذ عبد الستار
قماش الثوب من الماضي للحاضر: كيف تطوّر ذوق الرجل الخليجي؟

الثوب الرجالي في الخليج أكثر من مجرد لباس تقليدي، هو مرآة تعكس الذوق، والهوية، والمكانة الاجتماعية. ومن جيل إلى جيل، مرّ قماش الثوب بتحولات كبيرة، من خامات بسيطة إلى أقمشة فاخرة مصممة خصيصًا لتواكب متطلبات الرجل العصري.



أولاً: القماش في الماضي – البساطة مع التحمل


في العقود الماضية، كان التركيز الأساسي على التحمل والعملية. لم تكن الخيارات كثيرة، لذلك اعتمد الرجال على خامات مثل:

القطن الثقيل: لأنه يتحمّل حرارة الصيف ويعيش سنوات.

الصوف الخفيف: يُستخدم شتاءً، رغم ندرته في بعض المناطق.

المبطن أو "القماش الشعبي": يُستخدم في البوادي والمناطق الريفية، ويتميز بخشونته ومتانته.

اللون الأبيض كان سائدًا، لأنه يعكس حرارة الشمس، وكان التفصيل يتم يدويًا، بخيوط بسيطة وأزرار تُخاط في البيت.


ثانيًا: تحوّل الذوق – دخول الأسواق العالمية

مع الانفتاح التجاري ودخول الأقمشة المستوردة، بدأت تظهر خامات جديدة مثل:

القماش الكوري: خفيف، ناعم، وعملي، سرعان ما أصبح المفضل لدى كثير من الشباب.

بدأ الذوق يتحول من مجرد الراحة إلى النعومة، الثبات، الشكل العام، وسهولة العناية.


ثالثًا: ألوان وأشكال جديدة

بينما كان الثوب الأبيض هو الأساس، ظهرت ألوان جديدة مثل:

البيج والرمادي والزيتي في الشتاء،

الأبيض السكري، العاجي، والأوف وايت للمناسبات الرسمية،

وأحيانًا الألوان الداكنة مثل الكحلي أو الأسود في المناسبات الخاصة أو المناسبات المسائية.

حتى القصّات تطورت: من الياقة العادية إلى القصّة الإماراتية، القَطَريّة، أو القصّة السعودية المحدثة.


رابعًا: العناية صارت أسهل

قديماً، كانت الأقمشة تتطلب غسيل يدوي وعناية خاصة. أما اليوم، فبعض الأقمشة:

لا تحتاج إلى كيّ دائم،

تتحمّل الغسالة دون تغيير،

وتحافظ على اللون والملمس لفترة طويلة.


قماش الثوب الرجالي تطوّر مع تطوّر الذوق العام، ليتحوّل من مجرد خامة عملية إلى خيار يعكس ذوق الرجل، مكانته، وأناقته.

في النهاية، الثوب لا يزال رمزًا للهوية الخليجية، لكن الخامات والأساليب تطورت لتلائم العصر، وتبقى الراحة والأناقة هما المعيار الحقيقي لكل رجل يعرف قيمة ثوبه.