اليوم الوطني السعودي: مجد يتجدد في القلوب

٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥
معاذ عبد الستار


حين يذكر اليوم الوطني السعودي، فإننا لا نتحدث عن مجرد تاريخ يُسجّل في التقويم، بل عن يومٍ وُلد فيه وطن، يومٍ أشرقت فيه شمس المجد على أرض الجزيرة العربية، لتعلن ميلاد المملكة العربية السعودية، وطن العزة والكرامة، وطن التاريخ والمجد.


اليوم الوطني هو يوم الوفاء والانتماء، يوم يذكّرنا بأننا أبناء أرضٍ ضحّى لأجلها الأجداد، وبنوا لبناتها الأبطال، حتى صارت لنا دارًا آمنة وكيانًا شامخًا يزاحم الكبار في سماء المجد.


هو يوم تتجدد فيه في قلوبنا قسمات الفخر، وتهتف فيه أرواحنا بحب الوطن، حبٍّ يتغلغل في أعماقنا، فلا نرى لأنفسنا هوية أعظم ولا انتماء أنقى من الانتماء لهذه الأرض المباركة.


في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932، أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى – توحيد البلاد تحت راية واحدة، فأصبح الوطن كيانًا قويًا بعد أن كان مشتتًا متفرّقًا. ومن تلك اللحظة، خط الوطن مساره الجديد، مسار القوة والنهضة والعطاء .


ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم، لم يتوقف هذا الوطن عن النمو، لم يتوقف عن العطاء، ولم يتوقف عن إثبات أن السعودية ليست مجرد دولة على الخريطة، بل هي قلب العالم العربي والإسلامي، هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وهي منبع الرسالة التي أنارت الأرض.


إننا في كل يوم وطني، لا نستعيد الماضي فقط، بل نرى الحاضر الزاهر الذي نعيشه:


نرى اقتصادًا شامخًا جعل المملكة ضمن أقوى عشرين اقتصادًا عالميًا.


نرى رؤية 2030 التي تُطلق العنان لأحلامنا وطموحات شبابنا.


نرى مكانة دولية جعلت من السعودية صوتًا مسموعًا وقرارًا مؤثرًا على مستوى العالم.


نرى نهضة حضارية تترجمها مشاريع عملاقة كنيوم، والقدية، ومشاريع الطاقة المتجددة التي تبني مستقبلًا مستدامًا للأجيال القادمة.


ألسنا بحق أبناء وطنٍ عظيم؟ ألسنا نعيش على أرضٍ مباركةٍ ترفع رأس كل سعوديٍ وسعودية في مشارق الأرض ومغاربها؟


الوطن يا أحبة ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو روحنا التي نحيا بها.


الوطن هو الأمن الذي يغمرنا، هو النعمة التي نحمد الله عليها، هو التاريخ الذي نفتخر به، وهو المستقبل الذي نصنعه بأيدينا.


إن انتماءنا لهذا الوطن ليس شعارًا نردده، بل هو عهدٌ نعيشه، مسؤولية نحملها، وفخر لا ينتهي. وفي اليوم الوطني، نجدد العهد أن نظل أوفياء لقيادتنا، حماةً لأرضنا، سفراء لعزتنا، نبني وننهض ونرتقي، لتظل السعودية عالية شامخة كما أراد لها المؤسس، وكما يحلم لها أبناؤها.


اليوم الوطني هو يوم الولاء والفخر، هو يوم نرفع فيه رؤوسنا ونقول بصوت واحد: نحن سعوديون، نفتخر بماضينا، ونعيش حاضرنا، ونصنع مستقبلنا، وعزنا بفخرنا.


إنها السعودية...

وطن المجد، وطن الرسالة، وطن العزة...

وطنٌ كلما ذكرناه ازداد حبنا له، وكلما احتفلنا به، ازداد ارتباطنا به.


دام عزك يا وطن، ودمت لنا فخرًا وعزًا على مر الأزمان.